Archive for أغسطس, 2015

الأربعاء, أغسطس 26th, 2015

الأربعاء, أغسطس 26th, 2015
ثمة ما هو قبل اليمين وقبل اليسار: الإنسان. وهذا لا تحد الرؤية إليه وإلى عالمه ودنياه وقضاياه، تصنيفة سطحية لا تعرف معنى العمق البشري. لقد تعاملت – ربما عن سذاجة – مع معظم قضايا الناس على أنها قضيتي. ضد كل ظلم حتى لو من أمي. مع كل طيب حتى لو من العقارب. وإذا كان هذا ما يطلبه «النظام» السعودي، فهو أنبل ما يمكن أن يطلب مني.
لكن للأسف أن «النظام» السعودي لا يأخذني في الاعتبار في أي من مشاغله. لا أذكر أنه «طلب» مني شيئا. أي شيء. ليس فقط في القضايا الكبرى مثل «زعزعة اليسار الدولي»، بل في أي مسألة على الإطلاق. وحضرتك تذكرني بالأمر الآن.


سمير عطاالله – الشرق الأوسط

الأحد, أغسطس 9th, 2015

للتو قرأت شيئاً جميلاً، شيئاً جميلاً يشبهك، أو بالأحرى يشبهنا. “us not just you” كما نتناقش بعمق كل ليلة بشأن ذلك. على أية حال قرأت هذا المقطع من مقال:
“أمام باب الغرفة، كان الكولونيل بيو فارينا يقف بمهابة بطل من أبطال الرياضات الدفاعية. إن ملامحه تعكس تلك الحكمة الشرقية بأن السبل إلى القمة، مهما تعددت، فإن المرء لن يشاهد هناك سوى قمر يبتسم له.”
يا الله! كم يشبهنا هذا الكلام؟ كم يشبه عروجي إلى علياءك ليلةً بعد ليلة، ولا أجد سوى وجهك يبتسم لي؟.

رحم الله هذه الإبتسامة.

السبت, أغسطس 8th, 2015

“غامضٌ هذا الموت، يكاد لا يُصدَّق رغم رحلة المعاناة الطويلة. حلّ عليه باكراً وحلّ علينا صادماً. يتحدّثون عن نوبة قلبية سبّبت هذا الرحيل، وهو الذي قدّم في رمضان "ليطمئن قلبي" ("روتانا خليجية")، بيد أن بعض القلوب لا يدرك الطمأنينة حياً هو أم ميتاً. ليس طمأنينة اليوميات نقصد، بل الوجود برمّته، حيث يتراءى الدوسري كمن حمَّل الأعماق ثقل الكون حتى فاضت الأثقال وسقط.
ليس المرء بالسنين وعددها، هو في الروح، إن شابت شابَ، وإن أبقَت على الصِبا، عاشَ ضحكة الطفولة وشغب الأولاد ما دام يتنفَّس. لعلّ الدوسري انهمك في المشاغل حتى تراكم "شيبٌ" ما في الروح وكبَّر أوجاعها. شيبٌ لا يصيب إلا الأرواح المُصرّة على الأحلام العظيمة، والدوسري ممن لم يكتفوا بالسقف، في العمل وفي العيش، فشابَ الشعر جمالاً وشابت الروح أحمالاً، وما عاد القلبُ يقوى.
نُفاجَأ بالموت وهو يهبط في الليالي فيُفسِد الصباحات. نوبات القلوب تتروّى أحياناً حيث تشاء أن تصيب، فتمنح مَن هم دون الخمسين، ربما، فرصة عيش ثانية. الدوسري تقلّب بين الفرص، انتزعها بشغف مَن ينهش الحياة بجوارحه كلّها، ثم يذهب. حزينٌ صباح الغياب. الدوسري وسط السكينة، للمرة الأولى ربما”.

فاطمة عبدالله – صحيفة النهار

* أحبه كثيرًا، وحزنت كثيراً لخبر وفاته الصادم، ولا أدري لما يرحل الطيبون دائمًا أبكر مما يجب. هذا ليس اعتراضًا على قدر الله، فإن ربنا لا يقضي إلا بخير، لكنّ هذه الأرض امتلأت بغثاء الناس وشرارهم، وأصبح الطيبون قليلون ويرحلون. فعلاً إن الموت أمره غامض. رحمه الله وجمعنا به ومن نحب في الجنات وإنا لله وإنا إليه راجعون.