" وعندما قَدِمَ الإنبرور ملك الفرنج إلى القدس بقيتُ معه كما طلب مني الكامل . وقد دخلت معه الحرم الشريف حيث طاف بالمساجد الصغيرة , ثم اتجهنا إلى المسجد الأقصى فأُعجب بعمارته كما أُعجب بقبة الصخرة . وفتنه جمال المنبر وصعد درجاته حتى أعلاه , وعندما نزل أخذ بيدي وجرّني من جديد إلى الأقصى . وهناك وجد كاهناً في يده الإنجيل يريد دخول المسجد  . وحنق الإنبرور وأخذ يعنفه قائلاً : " ما الذي أتى بك إلى هذا المكان ؟ والله لئن تجرأ أحدكم بعدُ على وطء هذا الموضع إذن فقأت عينيه ! " وابتعد الكاهن وهو يرتعد . وطلبت في تلك الليلة من المؤذن ألا يرفع الأذان كيلا يزعج الإنبرور . ولكن هذا سألني عندما أتيت إليه في اليوم التالي قائلاً : " أيها القاضي لماذا لم يرفع المؤذنون الأذان كعادتهم ؟ " فأجبت : " أنا الذي منعهم أن يفعلوا إكراماً لجلالتك " . فقال الإنبرور : " ماكان ينبغي أن تفعل ذلك لأني إن كنت قد قضيت هذه الليلة في القدس فإنما لأسمع أذان المؤذن في الليل "

الحروب الصليبية كما رآها العرب

لا يمكن إضافة تعليقات.