" في الخارج , ليس فقط في حفرتنا بل بعيداً جداً منها , كانت هناك حياة . لم يكن من المجدي التفكير فيها كثيراً , غير أني كنتُ أستحضرها ولا أتذكرها . الحياة , الحياة الحقّة , وليس هذه الخرقة القذرة الممرَّغة بالأرض . لا , الحياة في جمالها اللذيذ , أقصد بساطتها , وابتذالها الرائع : طفل ينتحب ثم يبتسم ؛ عينان تغمزان لتعرضّهما لنور ساطع ؟ امرأة تقيس ثوباً ؛ رجل مستلق على العشب ؛ حصان يعدو في السهل ؛ رجلٌ بجناحين ملونيَّن يحاول أن يطير . شجرة تنحني لكي تبذل ظلّها لامرأة تقتعد حجراً . الشمس تبتعد , حتى إننا نلمح قوس قزح . الحياة هي أن نتمكن من رفع ذراعنا وتمريرها من وراء قذالنا لكي نتمطى بمتعة , وننهض لنسير دونما غاية , نراقب الناس يعبرون أو نتوقف , نقرأ صحيفة أو نلبث , ببساطة , جالسين وراء النافذة لأن ليس لدينا ما نفعله . وهو أمرٌ جميل ألاّ نفعل شيئاً "
تلك العتمة الباهرة