"كتب المستشرق محمد أسد يقول:
كنت جالساً في المكتبة تحت نوافذ المسجد الكبير. وكان الجو مريحاً في الحجرات المستطيلة الظليلة، بين المجلدات العربية والفارسية والتركية. الهدوء يخيم هناك والوئام. وفجأة ظهرت جماعة وأمامها حراس مسلحون. كانت الجماعة هي الأمير فيصل وحاشيته. مروا بالمكتبة في طريقهم إلى الكعبة. كان الأمير نحيلاً فارع القامة، والكرامة تشع من محياه ومن قيافته. وهو في الثانية والعشرين آنذاك، لم يكن ملتحياً. قدمني إليه أمين المكتبة، وهو عالم من أهالي مكة تربطني به علاقة صداقة. صافحني الأمير، وعندما انحنيت احتراماً له رفع رأسي بيده وقال والابتسامة الدافئة تشع على وجهه: نحن أهل نجد نعتقد أن الإنسان يجب ألا يركع أمام الإنسان. فالركوع في الصلاة لله وحده. كان نبله ينبع من دخيلته وليس ظاهرياً متظاهراً".
الملك فيصل شخصيته وعصره وإيمانه