أرشيف شهر يوليو 2012

12 يوليو 2012

  

" ارتكب سليمان خطأ فادحاً عندما نشدَ الحكمة .

( عثر بين أوراق تشيخوف على هذه المناجاة منفصلةً ومكتوبة بخط يده :
سليمان ( وحيداً ) : آه! يالهذه الحياة المظلمة! عندما كنتُ طفلاً, ما من ليلٍ أرعبني بظلامه كما يرعبني الآن وجودي الخفيّ. يا ربّ, أما وهبتَ داود هبة الكلمات والأصوات المتناغمة لكي يترنم ويحمدك على أوتاره, في رثاءٍ عذب, ويبكي الناس أو يدفعهم إلى حب الجمال؛ فلماذا وهبتني هذا العقل الجائع المؤرق المثقل بالتأملات؟ أتخفّى في الظلام مثل حشرةٍ ولدت من الغبار؛ وكياني كله يرتجف ويرتعد في خوفٍ ويأس, أرى وأسمع في كل شيء لغزاً خفياً. لماذا هذا الصباح؟ لماذا تشرق الشمس من وراء المعبد لتذهِّب النخلة؟ لماذا جمال النساء هذا؟ إلى أين يسرع العصفور, وما معنى طيرانه, ما دام هو وصغاره والمكان الذي يهرعون إليه سيصيرون غباراً مثلي؟ كان خيراً لي لو لم أولد قط أو ليتني كنتُ حجراً لم ينعم عليه الله بالعيون والأفكار. وإنهاكاً مني لجسدي عند حلول الليل, حملتُ الرخام إلى المعبد مثل أيِّ عامل طوال نهار أمس؛ ولكن ها قد حلّ الليل الآن ولا أستطيع النوم .. سأذهب وأستلقي. أخبرني الفريسيون أنه إذا ما تخيل المرء قطيع شياهٍ يركض, ثم صوّب انتباهه عليه, اضطربَ الخاطر وأخلْدَ إلى النوم, وهذا ما سوف أفعله .. ( يخرج ) " 

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" لمَ تنمو الأشجار بكل هذا البذخ حين يموت أصحابها؟ "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" لست وسيماً, أنا بالأحرى جذّاب "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" كلما استفحل غباء الفلاح تفهمّه الحصان على نحو أحسن "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" اعتاد ن طوال حياته كتابة رسائل نابية للمغنيين والممثلين والكتّاب المشهورين : ( من تظن نفسك, أيها النذل .. ) , دون أن يوقع بإسمه "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" الحب إما بقية من شيء يتضاءل وكان هائلاً فيما مضى, أو أنه جزء من شيء سيغدو هائلاً في المستقبل؛ أما في الوقت الحاضر فلا يروي الغليل لأنه يمنح المرء أقل مما يتوقعه بكثير "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" لم أقرأ هربرت سبنسر . حدثني عن مواضيع كتبه . عمّ يكتب؟
أريد أن أرسم لوحة من أجل معرض باريس, اقترح عليّ موضوعاً .
( سيد مملة ) "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" لقد أرهقنا الخنوع والرياء "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" لا يقوى المرء على مقاومة الشر, أما الخير فمقاومته ممكنة "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" الحب والصداقة والاحترام لا توحّد صفوف الناس قد ما توحدها الكراهية العامة تجاه إحدى القضايا "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" نحكم على نشاطات الإنسان من خلال أهدافها؛ فالنشاط العظيم هو الذي يصبو إلى هدف عظيم "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" يخجل الرجل اللطيف حتى أمام كلب .. "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

 " 17 تشرين الأول . عرض مسرحيتي " النورس " على خشبة مسرح ألكساندرينسكي لم تحقق نجاحاً .
10 تشرين الثاني . استلمتُ رسالة من أناتولي فيدوروفيتش كوني يقول فيها إنه أحبَّ " النورس " حباً جماً .
4 كانون الأول . عدتُ إلى مادة عن عرض " النورس " في 17 تشرين الأول, في مجلة المسرح, العدد 95, الصفحة 75, صحيحٌ أني فررتُ من المسرح, ولكن عندما انتهت المسرحية فحسب. كنت في غرفة تبديل ملابس ل, خلال فصلين أو ثلاثة. وأثناء الاستراحات توافد موظفو مسرح الدولة في زيّ موحد, متقلدين رتبهم, وجاء ب أيضاً, وهو ضابط شاب وسيم من مكتب شرطة الداخلية يضع نجمة على كتفه. حين يأخذ الإنسان على عاتقه عملاً غريباً عنه, كالفنّ على سبيل المثال, وإذ يتعذر عليه أن يصبح فناناً, فإنه يتحول إلى ضابط شرطة. كم من الناس إذن يلعبون دور المتطفلين على العلم والمسرح والرسم – فقط بإرتدائهم الزيّ الرسمي ! وعلى هذا المنوال, فإن الإنسان الذي تغدو الحياة غريبة عنه, هو العاجز عن العيش, لا يتبقى أمامه إلا التطوع في سلك الشرطة. الممثلات البدينات في غرف تبديل الملابس تظارفن مع المسؤولين, ولن يخرجن عن الوقار والمجاملات. ( أعربت ل عن غبطتها لأن شاباً يافعاً مثل ب قد تقلد النجمة للتو ). لقد كنّ ربات منازل محترمات ومسنات, خادمات شرفهن السادة بحضورهم " 

دفاتر سريّة

6 يوليو 2012

 

" كما تعلمون, إن السؤال الذي يوجه لنا نحن الكُتّاب كثيراً, السؤال المفضل, هو : لماذا تكتب؟ أنا أكتب لأنني أشعر بحاجة داخلية لأن أكتب ! أنا أكتب لأنني لا أستطيع أن أقوم بعمل عادي مثل الناس الآخرين. أنا أكتب لأنني أريد أن أقرأ كتباً مثل تلك التي أكتبها. أنا أكتب لأنني غاضب منكم جميعاً, غاضب من الجميع. أنا أكتب لأنني أحب أن أجلس في غرفة طوال اليوم أكتب. أنا أكتب لأنني لا أستطيع أن أقوم بدور في الحياة الحقيقية إلا بتغييرها . أنا أكتب لأنني أريد آخرين, كلنا جميعاً, العالم كله, أن يعرف أي نوع من الحياة عشناها, ونستمر نعيشها, في اسطنبول, في تركيا. أنا أكتب لأنني أحب رائحة الورق والقلم والحبر. أنا أكتب لأني أؤمن بالأدب, وبفن الرواية, أكثر مما أومن بأي شيء آخر. أنا أكتب لأنها عادة, وعاطفة. أنا أكتب لأنني أخشى أن يطويني النسيان. أنا أكتب لأنني أحب المجد والاهتمام اللذين تجلبهما الكتابة. أنا أكتب لأكون وحدي. ربما أنا أكتب لأنني آمل أن أفهم لماذا أنا غاضب جداً, جداً, منكم جميعاً, غاضب جداً, جداً, من كل إنسان. أنا أكتب لأني أحب أن يقرأني الآخرون. أنا أكتب لأنني متى بدأت رواية, مقالاً, أو صفحة, أريد أن أنهيها. أنا أكتب لأن الجميع يتوقع مني أن أكتب. أنا أكتب لأن داخلي اعتقاداً طفولياً بخلود المكتبات, وبالطريقة التي تجلس بها كتبي على الرف. أنا أكتب لأنه من المثير أن نحول كل ما في الحياة من جمال وثراء إلى كلمات. أنا أكتب, ليس لأروي قصة, ولكن لكي أؤلف قصة. أنا أكتب لأنني أرغب في الهروب من النذير الذي يقول إن هناك مكاناً ينبغي أن أذهب إليه, ولكن – تماماً كما في الحلم – لا يمكنني الوصول إليه. أنا أكتب لأنني لم أستطع أبداً أن أكون سعيداً. أنا أكتب لأكون سعيداً "

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" الكاتب يتحدث عن أشياء يعرفها الجميع ولكنهم لا يعرفون أنهم يعرفونها. إن استكشاف هذه المعرفة ومراقبتها وهي تنمو أمر ممتع, يزور القراء عالم مألوف ومدهش في الوقت ذاته. عندما يغلق كاتب على نفسه في غرفة لسنوات لكي يصقل حرفته – لكي يخلق عالماً – لو استخدم هذه الجراح السرية كنقطة انطلاق له فإنه يضع ثقة عظيمة بالإنسانية, سواء كان يعرف ذلك أو لا. إن إيماني ينبع من الاعتقاد بأن كل البشر يشبهون بعضهم بعضاً. وعندما يغلق كاتب على نفسه في غرفة لسنوات, فإنه بهذه اللمحة يقترح إنسانية واحدة, عالماً بدون مركز"

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" بالنسبة لي, أن أكون كاتباً يعني أن أتعرف على الجراح السرية التي نحملها في دواخلنا, الجراح التي تصل من السرية لدرجة أننا أنفسنا نادراً ما ننتبه إليها, وأن أستكشفها بصبر, وأعرفها, وألقي الضوء عليها, وأمتلك تلك الآلام والجراح, وأن أجعل منها جزءًا واعياً من أرواحنا وكتابتنا "

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" الكاتب شخص يقضي سنوات يحاول في صبر أن يكتشف الكينونة الأخرى داخله, والعالم الذي يجعله ماهو عليه. وعندما أتحدث عن الكتابة, فإن أول ما يرد إلى عقلي, ليس رواية, ولا قصيدة, ولا نوعاً أدبياً, إنه شخص يغلق على نفسه في غرفة, يجلس إلى منضدة, وفي وحدة تامة, يتحول إلى داخله, وبين الظلال, يبني عالماً جديداً بإستخدام الكلمات. هذا الرجل أو هذه المرأة قد يستخدم آلة كاتبة, أو يستفيد من التسهيلات التي يقدمها الكمبيوتر, أو يكتب بقلم على الورق, كما فعلت لمدة ثلاثين سنة. وبينما يكتب, يمكن أن يشرب الشاي أو القهوة, أو يدخن السجائر. ومن وقت لآخر قد ينهض من منضدته لينظر إلى الخارج من النافذة إلى الأطفال يلعبون في الشارع, وإن كان محظوظاً, قد ينظر إلى أشجار ومنظر جميل, أو يمكن أن يحدق في جدار خالٍ. يمكن أن يكتب قصائد, أو مسرحيات, أو روايات كما أفعل. كل هذه الاختلافات تأتي بعد العمل الضروري من الجلوس إلى منضدة والتحول بصبر إلى داخل النفس. الكتابة هي تحويل تلك النظرة إلى الداخل إلى كلمات, أن تفحص العالم الذي يمرّ فيه هذا الشخص عندما يختلي بنفسه, وأن تفعل ذلك بصبر, وعناد, وفرحة. وعندما أجلس على منضدتي, لأيام, وشهور, وسنوات, أضيف ببطء كلمات جديدة إلى الصفحات الخالية, أشعر وكأنني أخلق عالماً جديداً, كأنني أبني كينونة ذلك الشخص الآخر الموجود داخلي, بنفس الطريقة التي يمكن أن يبني بها شخص جسراً أو قبة, حجراً بحجر. والأحجار التي نستخدمها نحن الكتّاب هي الكلمات. وبينما نمسكها في أيدينا, مستشعرين الطرق التي تتصل بها كلمة بالأخريات, ناظرين إليها أحياناً عن بعد, أحياناً نكاد نهدهدها ونربت عليها بأصابعنا وأطراف أقلامنا, نزنها, نحركها, سنة بعد سنة, بصبر وأمل, وبينما نفعل ذلك نخلق عوالم جديدة "

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" إن ما يصنعه الإنسان عندما يغلق على نفسه في غرفة, ويجلس إلى منضدة, ويترك الدنيا إلى ركن يعبر فيه عن أفكاره هذا هو, معنى الأدب "

حقيبة أبي ( كلمة نوبل )

4 يوليو 2012

 

" البطل الحقيقي في اسمي أحمر هو الحكاء : كل ليلة يذهب إلى مقهى ليقف بجوار صورة ويحكي حكاية . وأكثر أجزاء الكتاب إثارة للحزن هي نهايته المؤسفة. أعرف كيف يشعر هذا الحكاء – الضغط المستمر . لا تكتب هذا, لا تكتب ذاك؛ إن كتبت ذلك فضعه بهذه الطريقة؛ أمك ستغضب منك, أبوك سيغضب منك, الدولة ستغضب منك, الناشرون سوف يغضبون, والصحف سوف تغضب, الجميع سيغضبون؛ وسوف يقطعون لسانك ويهددونك بأصابعهم؛ مهما كان ما تفعله, سوف يتدخلون . قد تقول : " فليساعدني الله " , لكن في نفس الوقت سوف تفكر, سوف أكتب هذا بطريقة ستجعل كل شخص غاضباً, ولكنها ستكون جميلة جداً حتى أنهم سوف يحنون رؤوسهم . في الأجواء الديمقراطية المنتقصة الخرقاء مثل ديمقراطيتنا, في هذا المجتمع المحاط بكل هذه المحظورات والممنوعات, كتابة الروايات تضعني في موقف لا يختلف كثيراً عن موقف الحكائين التقلديين؛ وأيّاً كانت المحظورات السياسية, فالكاتب يمكن أن يجد نفسه معاقاً بسبب التابوهات, والعلاقات العائلية, والمحاذير الدينية, والدولة, وغير ذلك كثير . وبهذا المعنى, فإن كتابة الرواية التاريخية تعبر عن رغبة في التنكر أو التخفي وراء شيء ما " 

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

" أنا روائي . ورغم كثرة ما تعلمته من النظرية, حتى أنني في بعض الأوقات وقعت تحت سحرها, فكثيراً ما شعرت بالحاجة للحركة بدونها . وأتمنى الآن أن أرفه عنك ببعض القصص, وأن أقترح عليك – من خلالها – بعضاً من أفكاري .
لو كانت هناك حديقة في أحلامك حديقة لم ترها أبداً في الحياة, ربما لأنها في الجانب الآخر من جدار مرتفع فإن أفضل طريقة لتخيل تلك الحديقة غير المرئية هي أن تروي قصصاً تتناول آمالك ومخاوفك .
والنظرية الجيدة, حتى لو كانت نظرية أثرت فينا بعمق, وأقنعتنا, ستظل نظرية شخص آخر وليست نظريتنا. لكن القصة الجيدة التي أثرت فينا بعمق, وأقنعتنا, تصبح قصتنا . وهذا هو الحال مع القصص القديمة, القصص القديمة جداً, لا أحد يتذكر من رواها في أول مرة . فنحن نمحو كل ما يمكن تذكره عن الطريقة التي تم التعبير عنها لأول مرة . ومع كل سرد جديد, نسمع القصة كما لو كان لأول مرة "

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

 

" لكني وأنا جالس في ركني, لم أستطع أن أصل بالرواية إلى الختام . كانت قد استغرقت حوالي خمس سنوات لكتابتها . وبينما جلست في ذلك المكان البعيد, أعمل على هذا الكتاب الذي لا يريد أن ينتهي, بدأ خوف غريب وتعيس يشوب فرحتي بالكتابة, ووحدتي, خوف أصبح ببطء يشبه ذلك الذي يعانيه البطل, غالب . فبينما هو يبحث بإخفاق عن زوجته في كل مكان من إسطنبول, يصادف كل نوع من المفاجآت ولكنه لا يستطيع أن يشعر بمتعة حقيقية في أنفاق تحت الأرض, كل صور " تركان شوراي " تبدو متشابهة, أو كل المقالات القديمة التي يتمعن فيها, عظيم هو حزنه على خسارته . وبالمثل, بينما استمرت الكتابة وأصبح الكتاب أكبر, أصبحت متعة كتابته أعمق, لكني لم أكن قادراً على الاستمتاع بتلك الحقيقة بسبب الهدف الذي أصبح هاجساً يراوغني . كنتُ وحيداً بشكل محزن, مثل غالب تماماً . كنت أهمل حلاقة ذقني اليومية ولا أهتم بملابسي . وأتذكر أنني كنت أتجول مثل الشبح في الشوارع الخلفية لإرنكوي في إحدى الأمسيات, أحمل كيساً من البلاستيك المطوي ومرتدياً قلنسوة, ومعطف مطر تنقص منه بعض الأزرار, وحذاء رياضي قديم له نعل قذر . وكنت أذهب إلى أي مطعم قديم وألتهم طعامي, وأنا ألقي بنظرات عدوانية حولي . كان أبي يأتي ليأخذني لتناول الطعام مرة كل أسبوعين, وأتذكر أنه أخبرني بقلقه البالغ لما في شقتي من قذارة وفوضى, وما يبدو عليّ من دمار, وهذا الكتاب الذي لا يبدو أنني سوف أنهيه .
كنت أشعر بوحدة بالغة, مثل غالب . ربما كنت أشعر بذلك لكي أتمكن من وضع المشاعر في الكتاب لكنه كان مصاباً بالاكتئاب, بينما كانت وحدتي وعزلتي عن غضب . لأنهم لن يفهموا هذا الكتاب الذي كان يصبح أكثر غرابة بمرور الوقت, لأنهم سوف يقيسونه بالروايات التقليدية, لأنه كان من الصعب فهمه, لأنهم سوف يشيرون إلى أكثر أجزاء الكتاب غموضاً ليثبتوا أنه إخفاق, وأيضاً, ربما, لأنني لن أنهيه أبداً . لقد كتبت الكتاب الخطأ . أثبت " الكتاب الأسود " أن مقياس الكتاب ليس قدرته على حل المشاكل الأدبية والبنائية الموجودة فيه ولكن عظمة وأهمية القضايا التي يتناولها المؤلف, والدرجة التي يمنح بها نفسه لهذه المهمة, مهما كان يشعر باليأس . وبقدر صعوبة كتابة عمل جيد, من الصعب مزج الموضوعات التي يمكن للكاتب أن يكرس كل طاقته الإبداعية من أجلها, أن يكرس كل شيء داخله, لبقية حياته " 

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

 

" كنت أريد من الرسم نفس ما أردت من الكتابة : إن ما جذبني إلى كل من الفن والأدب هو الوعد الذي يكمن في كليهما من أترك ورائي هذا العالم المضجر المرعب المثبط للآمال إلى عالم أعمق, وأغنى, وأكثر تنوعاً . ولكي أحقق هذا العالم السحري, سواء كنتُ أعبر عن نفسي بالخطوط والآلوان كما فعلت في مقتبل حياتي, أو بالكلمات, فقد كان عليّ أن أقضي ساعات طويلة مع نفسي كل يوم, أتخيل كل دقيقة من ظلال هذا العالم . وهذا العالم المفعم بالمواساة والذي ظللت أبنيه لمدة ثلاثين عاماً وأنا أجلس وحدي في ركني هو من المؤكد مصنوع من نفس المواد المصنوع منها العالم الذي نعرفه جميعاً مما أستطيع أن أراه من شوارع ودواخل إسطنبول وكارس وفرانكفورت . ولكنه الخيال خيال الروائي هو الذي يعطي العالم المحدود للحياة اليومية غرابته, وسحره, وروحه .
سوف أختتم بكلمات قليلة عن هذه الروح, هذا الجوهر الذي يناضل الروائي حياته كلها لكي ينقله في أعماله. الحياة لا يمكن أن تتسم بالبهجة إلا إن كنا نستطيع أن نضع هذا النضال الغريب والمثير للحيرة داخل إطار . وفي معظم الأحوال, فإن سعادتنا وتعاستنا لا تستمد فقط من الحياة نفسها, ولكن من المعنى الذي نضفيه عليها . لقد كرست حياتي لمحاولة استكشاف هذا المعنى. أو بتعبير آخر, قضيت حياتي كلها أتجول هائماً خلال فوضى وقعقعة عالمنا اليوم, المليء بالفوضى والتشوش, والمتسم بالصعوبة وسرعة الحركة, ألقي بنفسي في هذا الطريق وذاك تدفعني انعطافات الحياة, وتقلباتها باحثاً عن بداية, ووسط, ونهاية . وفي رأيي, هذا شيء لا يمكن أن نجده إلا في الروايات "

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

" لو احتفظنا بحقيقة ما سرّاً, فسوف نكون – نأمل – ألا تخزينا إلا في السرّ, ولكن هذا الأمل لا يتحقق عندما يستخدم روائي خياله لتحويل نفس تلك الحقيقة, لإظهارها بشكل جديد في عالم جديد موازٍ يجذب الأنظار . وعندما يبدأ روائي في اللعب بالقواعد التي تحكم المجتمع, عندما يحفر تحت السطح لإكتشاف هندسته الخفية, عندما يستكشف ذلك العالم السري كطفل متلهف على المعرفة, تسوقه المشاعر التي لا يستطيع فهمها جيداً, فمن المحتم أنه سوف يسبب لعائلته, وأصدقائه, ونظرائه, وإخوانه المواطنين بعض القلق . لكنه قلق يتسم بالبهجة . لأنه بقراءة الروايات, والقصص, والأساطير نصل إلى فهم الأفكار التي تحكم العالم الذي نعيش فيه؛ إن الفن القصصي هو الذي يتيح لنا الدخول إلى الحقائق التي تخفيها عائلاتنا, ومدارسنا, ومجتمعنا؛ إن فن الرواية هو الذي يسمح لنا أن نتساءل من نحن في الواقع "

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

" إن تاريخ الرواية هو تاريخ التحرر الإنساني : فبوضع أنفسنا في موضع الآخرين, وبإستخدام خيالاتنا للتحرر من هوياتنا, نستطيع أن نحرر أنفسنا "

ألوان أخرى