أرشيف شهر سبتمبر 2010
1 سبتمبر 2010
" أدخل إلى بيتك يا جدي ولا أراك فيه . أدخل إلى غرفتك وأرى مقعدك ومذياعك . أبحث عنك في كل مكان ولا أجدك . فأشعر بالحرمان والشوق في آن واحد . الحرمان من رؤيتك والشوق لصوتك الحنون المرحّب بي دائماً ونظرات المحبة الصافية التي لا حدود لها ولحضنك الدافي .
إنني مشتاق لقراءة الجريدة معك , للتحدث إليك أيها الحكيم .. كنتَ مهتماً بدراستي , وكنا نتحدث معاً في كل شيء , المدرسة , الأصدقاء , علاقتي مع أهلي , أمور الحياة والسياسة . كنا نناقش المقالات وكنت تسألني عن رأيي وتختبر معلوماتي .
كنتَ أنت ينبوع الحكمة في حياتي فأنت الوحيد الذي كنت أفتح له قلبي لأنني أشعر بالراحة بوجودك والآن مع فقدانك فقدت الطمأنينة والراحة "
* كلمة حفيد جورج حبش ( عمرو ) ألقاها في ذكرى وفاته وكان يومها في الخامسة عشرة من العمر .
الثوريّون لا يموتون أبداً
1 سبتمبر 2010
" تأثرت كثيراً لسقوط هذين الرفيقين في المعارك . شعرت بالحاجة إلى البكاء , وبكيت فعلاً , غير أنني عدت وتمالكت نفسي أمام أحد الرفاق , انتظرت حتى خروجه ثم واصلت البكاء . إنني أشعر أحياناً بغليان في داخلي وسط كل هذه الأسئلة التي تدور في ذهني . أذهب إلى المنزل , فأشعر بشيء من الهدوء . لابدّ من ضبط الأعصاب . أشعر أحياناً بأن مشاعري تترنح , وأنني لم أعد أعرف في أي يومٍ أنا . دويّ كل انفجار يذكرني بالمأساة التي عشناها قبل ثلاثين عاماً . أشعر في كل مرّة كما لو أن شظية أصابت أحد أفراد أسرتي . يجتاحني للحظات شعور بالكآبة والمرارة , لكن رؤية زوجتي وابنتيَّ كانت تريحني وتخفف عني شيئاً من ثقل الأحداث الحزينة التي نعيشها فتشحن قلبي حماساً من جديد "
الثوريّون لا يموتون أبداً
1 سبتمبر 2010
" ثم بدأت أنهمك في متابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى لبنان للإهتمام بهم وتلبية احتياجاتهم كافةً , كما كنت أريد أيضاً أن أعرف منهم ماذا كان يجري في فلسطين حقاً . كنتُ أحاول أن أفهم وضعهم النفسي . لم أكن أستوعب , عن بعد , فكرة أن يتمكن اليهود من كسب المعركة بعد أن طردوا آلاف السكان من بيوتهم , لأنني كنتُ أقول في نفسي إن هذه الأرض هي أرضنا وإن هذا البلد هو بلدنا منذ آلاف السنين فبأي حق وبأي شريعة تسلب الأرض من سكانها الأصليين . لقد كبرنا مع الفكرة المسبقة القائلة بأن الصهاينة جبناء ولايمكنهم الصمود في وجه العرب , في وقت كان العربي في مخيلتنا هو ذلك الفارس المقدام الذي لايهزم . كانت رؤية شعبي مجبراً على اللجوء إلى لبنان تحت تهديد السلاح بمثابة الكابوس بالنسبة إليّ . كنتُ عاطفياً جداً في تلك الفترة "
الثوريّون لا يموتون أبداً