2 يونيو 2010
" ولما كنا ذات ليلة في مجلس السلطان جاء النجاب بالبريد , وفيه كتب لرجال في معيته فوزعت عليهم . ثم شرع عظمته يقرأ كتبه والكاتب جالس عند قدميه فيطرحها إليه سئماً , حتى وصل إلى كتاب عرفه قبل أن يفضه , فاربدّ جبينه وهو يطالعه . ثم مال وجهه إليّ وقال : هو من الأهل , وهم يشكون البعد والهجر . منذ أربعة أشهر حنّا في الحسا , وفينا مثلما فيهم من الشوق والحنين … ما كنّا نبطئ بالرجوع لولا المندوب السامي وهو صديقنا . أنا أحب السير برسي كوكس واحترمه , ولكنه أبطأ , أبطأ جداً ! وهذا الهواء الرديء , هواء العقير , وهذه الوحشة التي لولا أنسك يا أستاذ لما كانت تطاق . حنّا أهل العارض لا نتحمل هواء الساحل , سئمنا الإقامة هنا , مرضنا . وسنرجع إذا كان لا يصل السير برسي كوكس غداً , اي بالله نرجع . ثم كلّم الحاجب في الباب : هات اقهوه . فردد الحاجب : اقهوه . وأجاب راعي المعاميل عند النار : اي والله اقهوه "
ملوك العرب