" الناس تحسدك دائماً على شيء لا يستحق الحسد , لأن متاعهم هو سقط متاعك . حتى على الغربة يحسدونك , كأنما التشرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقداً وحقداً , وأنا رجل يحبّ أن يدفع ليخسر صديقاً . يعنيني كثيراً أن أختبر الناس وأعرف كم أساوي في بورصة نخاستهم العاطفية . البعض تبدو لك صداقته ثمينة وهو جاهز ليتخلى عنك مقابل 500 فرنك يكسبها من مقال يشتمك فيه , وآخر يستدين منك مبلغاً لا يحتاجه وإنما يغتبط لحرمانك منه , وآخر أصبح عدوّك لفرط ما أحسنت إليه " ثمة خدمات كبيرة إلى الحدّ الذي لا يمكن الرد عليها بغير نكران الجميل " ولذا لابدّ أن تعذر من تنكر لك , ماذا تستطيع ضد النفس البشرية ؟
– وكيف تعيش بدون أصدقاء ؟
– لا حاجة لي إليهم .. أصبح همّي العثور على أعداء كبار أكبر بهم . تلك الضفادع الصغيرة التي تنقنق تحت نافذتك وتستدرجك إلى منازلتها في مستنقع , أصغر من أن تكون صالحة للعداوة . لكنّها تشوّش عليك وتمنعك من العمل .. وتعكّر عليك حياتك . إنه زمن حقير , حتى قامات الأعداء تقزمت , وهذا في حد ذاته مأساة بالنسبة لرجل مثلي حارب لثلاث سنوات جيوش فرنسا في الجبال .. كيف تريدني أن أنازل اليوم ضآلة يترفّع سيفك عن منازلتها ؟ "
عابر سرير