أرشيف تصنيف 'أنطون تشيخوف'

12 يوليو 2012

  

" ارتكب سليمان خطأ فادحاً عندما نشدَ الحكمة .

( عثر بين أوراق تشيخوف على هذه المناجاة منفصلةً ومكتوبة بخط يده :
سليمان ( وحيداً ) : آه! يالهذه الحياة المظلمة! عندما كنتُ طفلاً, ما من ليلٍ أرعبني بظلامه كما يرعبني الآن وجودي الخفيّ. يا ربّ, أما وهبتَ داود هبة الكلمات والأصوات المتناغمة لكي يترنم ويحمدك على أوتاره, في رثاءٍ عذب, ويبكي الناس أو يدفعهم إلى حب الجمال؛ فلماذا وهبتني هذا العقل الجائع المؤرق المثقل بالتأملات؟ أتخفّى في الظلام مثل حشرةٍ ولدت من الغبار؛ وكياني كله يرتجف ويرتعد في خوفٍ ويأس, أرى وأسمع في كل شيء لغزاً خفياً. لماذا هذا الصباح؟ لماذا تشرق الشمس من وراء المعبد لتذهِّب النخلة؟ لماذا جمال النساء هذا؟ إلى أين يسرع العصفور, وما معنى طيرانه, ما دام هو وصغاره والمكان الذي يهرعون إليه سيصيرون غباراً مثلي؟ كان خيراً لي لو لم أولد قط أو ليتني كنتُ حجراً لم ينعم عليه الله بالعيون والأفكار. وإنهاكاً مني لجسدي عند حلول الليل, حملتُ الرخام إلى المعبد مثل أيِّ عامل طوال نهار أمس؛ ولكن ها قد حلّ الليل الآن ولا أستطيع النوم .. سأذهب وأستلقي. أخبرني الفريسيون أنه إذا ما تخيل المرء قطيع شياهٍ يركض, ثم صوّب انتباهه عليه, اضطربَ الخاطر وأخلْدَ إلى النوم, وهذا ما سوف أفعله .. ( يخرج ) " 

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" لمَ تنمو الأشجار بكل هذا البذخ حين يموت أصحابها؟ "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" لست وسيماً, أنا بالأحرى جذّاب "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" كلما استفحل غباء الفلاح تفهمّه الحصان على نحو أحسن "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" اعتاد ن طوال حياته كتابة رسائل نابية للمغنيين والممثلين والكتّاب المشهورين : ( من تظن نفسك, أيها النذل .. ) , دون أن يوقع بإسمه "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" الحب إما بقية من شيء يتضاءل وكان هائلاً فيما مضى, أو أنه جزء من شيء سيغدو هائلاً في المستقبل؛ أما في الوقت الحاضر فلا يروي الغليل لأنه يمنح المرء أقل مما يتوقعه بكثير "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" لم أقرأ هربرت سبنسر . حدثني عن مواضيع كتبه . عمّ يكتب؟
أريد أن أرسم لوحة من أجل معرض باريس, اقترح عليّ موضوعاً .
( سيد مملة ) "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" لقد أرهقنا الخنوع والرياء "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" لا يقوى المرء على مقاومة الشر, أما الخير فمقاومته ممكنة "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" الحب والصداقة والاحترام لا توحّد صفوف الناس قد ما توحدها الكراهية العامة تجاه إحدى القضايا "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" نحكم على نشاطات الإنسان من خلال أهدافها؛ فالنشاط العظيم هو الذي يصبو إلى هدف عظيم "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

" يخجل الرجل اللطيف حتى أمام كلب .. "

دفاتر سريّة

12 يوليو 2012

 " 17 تشرين الأول . عرض مسرحيتي " النورس " على خشبة مسرح ألكساندرينسكي لم تحقق نجاحاً .
10 تشرين الثاني . استلمتُ رسالة من أناتولي فيدوروفيتش كوني يقول فيها إنه أحبَّ " النورس " حباً جماً .
4 كانون الأول . عدتُ إلى مادة عن عرض " النورس " في 17 تشرين الأول, في مجلة المسرح, العدد 95, الصفحة 75, صحيحٌ أني فررتُ من المسرح, ولكن عندما انتهت المسرحية فحسب. كنت في غرفة تبديل ملابس ل, خلال فصلين أو ثلاثة. وأثناء الاستراحات توافد موظفو مسرح الدولة في زيّ موحد, متقلدين رتبهم, وجاء ب أيضاً, وهو ضابط شاب وسيم من مكتب شرطة الداخلية يضع نجمة على كتفه. حين يأخذ الإنسان على عاتقه عملاً غريباً عنه, كالفنّ على سبيل المثال, وإذ يتعذر عليه أن يصبح فناناً, فإنه يتحول إلى ضابط شرطة. كم من الناس إذن يلعبون دور المتطفلين على العلم والمسرح والرسم – فقط بإرتدائهم الزيّ الرسمي ! وعلى هذا المنوال, فإن الإنسان الذي تغدو الحياة غريبة عنه, هو العاجز عن العيش, لا يتبقى أمامه إلا التطوع في سلك الشرطة. الممثلات البدينات في غرف تبديل الملابس تظارفن مع المسؤولين, ولن يخرجن عن الوقار والمجاملات. ( أعربت ل عن غبطتها لأن شاباً يافعاً مثل ب قد تقلد النجمة للتو ). لقد كنّ ربات منازل محترمات ومسنات, خادمات شرفهن السادة بحضورهم " 

دفاتر سريّة

دموع لا يراها العالم

2 نوفمبر 2011

" – آه يا سادة يا كرام لو نتعشى الآن ..
قال القائد العسكري المقدم ريبروتيوسوف , وهو رجل طويل نحيف كعمود البرق , وكان خارجاً من النادي مع جماعة من أصحابه ذات ليلة مظلمة من شهر أغسطس . ومضى يقول :
– في المدن المحترمة , مثل ساراتوف , يمكنك دائماً أن تتعشى في النادي , أما هنا , في مدينتنا العفنة تشيرفيانسك , فبخلاف الفودكا والشاي بالذباب لا تحصل على شيء . ليس هناك ما هو أسوأ من أن تشرب ولا تجد ما تمز به !
– نعم لا بأس الآن بشيء ما , هكذا يعني .. – أمَّن مفتش المعهد الديني إيفان إيفانيتش دفويتوتشيف وهو يلتف بمعطفه الأصفر اتقاء للريح – الساعة الآن الثانية , والحانات مغلقة , آه لو يعني فسيخة مملحة .. أو فطر مخلل .. أو يعني شيء ما هكذا .
وحرك المفتش أصابعه في الهواء , ورسم على وجهه أكلة , يبدو أنها شهية جداً , لأن كل من نظروا إلى وجهه لعقوا شفاههم . وتوقفت الجماعة عن السير وأخذت تفكر . وفكرت طويلاً , ولكن تفكيرها لم يتفتق عن شيء يؤكل . واضطرت إلى الاكتفاء بالأحلام فقط .
وتنهد نائب مأمور المركز بروجينا بروجينسكي وقال :
– ياله من ديك رومي عظيم ذلك الذي أكلته بالأمس عند جولوبيسوف .. بالمناسبة يا سادة , ألم يزر أحد منكم وارسو ؟ هناك يفعلون هكذا .. يأخذون سمك الشبوط العادي , وهو حي .. يتلوى , ويلقون به في اللبن .. ويظل هذا الوغد يعوم في اللبن يوماً , وبعد ذلك يغمسونه في القشدة ويقلونه في مقلاة تطشطش .. وعند ذلك لا حاجة يا أخي لأناناسك ! أي والله .. خاصة إذا شربت كأساً أو كأسين .. تأكل ولا تحس . كأنك في غيبوبة .. الرائحة وحدها تجنن !
فأردف ريبروتيوسوف بنبرة مشاركة قلبية :
– فإذا أضفت إليه خياراً مملحاً .. عندما كنا معسكرين في بولندا كان يحدث أن تحشر في جوفك حوالي المائتين من البيلميني مرة واحدة .. تملأ بها طبقاً كاملاً , وترش عليها الفلفل والبقدونس و .. لا أستطيع أن أعبر لكم !
وتوقف ريبروتيوسوف فجأة واستغرق في التفكير . تذكر حساء السمك الذي أكله عام 1856 في دير الثالوث الأقدس . وكانت ذكرى الحساء لذيذة إلى درجة أن القائد العسكري شم فجأة رائحة السمك وحرك فكيه لا إرادياً ولم يلحظ تسرب الوحل إلى خف حذائه .
وقال :
– كلا , لا أستطيع , لا أستطيع أن أصبر أكثر !
سأذهب إلى البيت وأمتع نفسي . اسمعوا يا سادة , فلتأتوا معي ! أي والله ! لنشرب كأساً , ونمز بما رزقنا به الله من خيار , مرتدلة .. ونشعل السماور .. هه ؟ لنمز , ونتحدث عن الكوليرا , ونتذكر ما مضى .. زوجتي نائمة الآن , لن نوقظها .. سنجلس في هدوء .. هيا بنا !
ولا حاجة لوصف الإعجاب الذي قوبل به هذا العرض . يكفي فقط أن أقول إنه لم يكن لدى ريبروتيوسوف في أي وقت مضى مثل هذه الكثرة من الخيِّرين كما لديه في تلك الليلة .
– سأقطع أذنيك .. – قال القائد العسكري لجندي المراسلة وهو يدخل بالضيوف إلى غرفة الجلوس المظلمة . – قلت لك ألف مرة يا حيوان أن تشعل البخور عندما تنام في المدخل . اذهب يا غبي وأشعل السماور , وقل لإيرينا أن تحضر الـ .. أن تحضر من القبو خيارا وفجلا .. ونظف بعض الفسيخ .. وقطّع البطاطس دوائر .. والبنجر أيضاً .. وكل هذا صب عليه الخلّ والزيت , يعني , والمسطردة أيضا .. ورش الفلفل فوقه .. بإختصار طبق مزة .. مفهوم ؟
وحرك ريبروتيوسوف أصابعه مصوراً الخلطة , وأضاف إلى المزة بتعابير وجهه ما لم يستطع أن يضيفه بالكلمات .. وخلع الضيوف أخفافهم ودلفوا إلى القاعة المظلمة . وأشعل صاحب البيت عود ثقاب ففاحت رائحة الكبريت , وأضاء الجدران المزينة بهدايا مجلة " نيفا " ومناظر البندقية وصورتين للكاتب لاجيتشنيكوف وجنرال ما بعينين مدهوشتين للغاية .
– حالا حالا .. – همس رب الدار وهو يوسع المنضدة بهدوء . – سأعد المائدة ثم نجلس .. ماشا زوجتي مريضة اليوم .. أرجو المعذرة إذاً .. عندها مرض نسائي ما .. الدكتور جوسين يقول إن ذلك بسبب أكل الصيام .. جائز جداً ! ولكني أقول لها : " يا روحي , ليست المسألة في الأكل ! ليست المسألة فيما يدخل الفم بل فيما يخرج من الفم .. فأنت تأكلين أكل الصيام , ولكنك عصبية كما كنت ..  وبدلا من أن تتعبي جسدك , الأفضل أن لا تغضبي , وألا تتفوهي بكلمات .. " ولكنها لا تريد حتى أن تسمع ! تقول : " لقد تعودنا على ذلك منذ الصغر " .
ودخل جندي المراسلة ومد عنقه وأسر بشيء ما في أذن رب الدار . ولعَّب ربيروتيوسوف حاجبيه ..
ودمدم بصوت كالخوار :
– همم .. نعم .. همم .. هكذا .. عموماً بسيطة , حالاً سأعود .. دقيقة واحدة .. ماشا أوصدت القبو والخزائن في وجه الخدم وأخذت المفاتيح . ينبغي أن أذهب لأحضرها .
وصعد ريبروتيوسوف على أطراف أصابعه , وفتح الباب بهدوء , ودخل على زوجته .. كانت نائمة .
وقال وهو يقترب بحذر من السرير :
– يا ماشا ! استيقظي دقيقة واحدة يا ماشا !
– من ؟ أهو أنت ؟ ماذا تريد ؟
– أنا يا ماشنكا بخصوص الـ .. أعطيني يا ملاكي المفاتيح ولا تقلقي .. نامي مطمئنة .. أنا سأهتم بهم .. سأعطي كلا منهم خيارة , ولن أبدد أكثر من ذلك شيئاً , أقسم لك , هناك دفويتوتشيف , أتدرين , وبروجينا بروجينسكي وآخرون , كلهم أشخاص رائعون , محترمون في المجتمع , أتدرين بروجينسكي يحمل وسام فلاديمير من الطبقة الرابعة .. أوه كم يحترمك .
–  أين سكرت إلى هذا الحد ؟
– ها أنت ذي تغضبين , يا سلام عليك ! سأعطي كلا منهم خيارة وسينصرفون , أنا سأهتم بهم ولن نزعجك أبداً .. نامي يا لعبتي .. هه ؟ وكيف صحتك ؟ هل جاء جوسين في غيابي ؟ انظري , ها أنا ذا أقبل يديك , والضيوف كلهم , كم يحترمونك .. دفويتوتشيف رجل متدين , أتدرين .. وبروجينا , والصراف أيضاً .. كلهم يكنون لك أطيب المشاعر .. يقولون " ماريا بتروفنا ليس امرأة بل شيء عسير على الفهم .. إنها كوكب إقليمنا " .
– ارقد ! كفاك هذرا ! يسكر هناك في النادي مع صعاليكه ثم يروح يغلي طول الليل ! ألا تخجل ! عندك أولاد !
– أنا .. عندي أولاد , ولكن أرجوك ألا تغضبي يا ماشا .. لا تحزني , أنني أقدرك وأحبك , والأولاد إن شاء الله سأدبر أمورهم , ميتيا سأدخله المدرسة . لا أستطيع أن أطردهم , لا يليق , جاءوا ورائي وطلبوا أن يتعشوا . قالوا : " نريد أن نأكل , أطعمنا " . دفويتوتشيف وبروجينا بروجينسكي . ناس ظرفاء جداً , كم يقدرونك ويعطفون عليك . فلنعط كلا منهم خيارة , وكأساً , وليمضوا في سبيلهم .. أنا سأتكفل بهم .
– اللعنة ! ماذا , هل جننت ؟ أي ضيوف في هذه الساعة ؟ ألا يخجلون , هؤلاء الشياطين المتسولون , يزعجون الناس في الليالي ! من سمع بضيوف يأتون في الليل ؟ هل يظنون بيتنا حانة ؟ سأكون حمقاء لو أعطيتك المفاتيح ! فليفيقوا وليعودوا غداً .
– همم .. هلاّ قلت هذا من البداية . إذاً لما تذللت أمامك , إذاً فأنت لست بشريكة العمر , لست سلوى زوجك كما جاء في الكتاب , بل .. من العيب أن أقول .. كنت أفعى وظللت أفعى .
– آه .. وتشتم أيضاً يا وغد ؟
ونهضت الزوجة و .. حك القائد العسكري خدّه , ومضى يقول :
– ميرسي .. صحيح ما قرأته في إحدى المجلات : " بين الناس قديس , ومع زوجها إبليس " . عين الحقيقة . كنتِ إبليس , وظللت إبليس ..
– خذ , خذ !
– اضربي , اضربي .. اضربي زوجك الوحيد ! ولكني أرجوك , أتوسل إليك .. يا ماشا , سامحيني ! أعطيني المفاتيح ! ماشا , يا ملاكي ! يا معذبتي الشريرة , لا تفضحيني أمام الناس ! أيتها المتوحشة , إلى متى ستعذبينني ؟ اضربي , اضربي .. أرجوك , بل أتوسل إليك !
واستمر حديث الزوجين بهذه الصورة الطويلة , ركع ريبروتيوسوف على ركبتيه , وبكى مرتين , وسبّ وهو يحك خده بين الحين والحين . وانتهى الأمر بأن نهضت زوجته وبصقت عليه وقالت :
– يبدو أنها لن تكون نهاية لعذابي ! أعطني فستاني من على المقعد أيها الكافر !
وقدم لها ريبوتيوسوف الفستان بحرص , وسوى شعره , وذهب إلى ضيوفه . كان الضيوف واقفين أمام صورة الجنرال يتطلعون إلى عينيه المندهشتين وهم يقررون مسألة : من الأكبر , الجنرال أم الكاتب لاجيتشينكوف ؟ وكان دفويتوتشيف في صف لاجيتشنيكوف , مشدداً على الخلود . أما بروجينسكي فقد قال :
– بالطبع هو كاتب جيد , لا شك في هذا . ويكتب فيثير الضحك والشفقة , ولكن لو أرسلته إلى الجبهة فلن يستطيع قيادة حتى سرية , أما الجنرال فلتعطه ولو فيلقاً كاملاً , لن يهمه .
وقال رب الدار وهو يدخل مقاطعاً :
– زوجتي ماشا ستأتي الآن , حالاً .
– لقد أزعجناكم حقاً , يا فيودر أكيميتش , ماذا حدث لخدك ؟ يا إلهي , وتحت عينك كدمة ! أين حصلت على هذا ؟
فقال رب الدار محرجاً :
– خدي ؟ أين خدي ؟ آه , نعم .. لقد ذهبت الآن إلى ماشا متسللا , أردت أن أخيفها , وإذا بي أصطدم في الظلام بالسرير ! ها .. ها .. هاهي ذي ماشا , أوه كم أنت مشعثة يا عزيزتي ! مثل لويزا ميشيل تماماً !
دخلت ماريا بتروفنا إلى القاعة , مشعثة الشعر , نعسانة , ولكنها متهللة ومرحة . وقالت :
– هذا لطيف منكم إذ جئتم إلينا ! إذا كنتم لا تأتون إلينا في النهار فشكراً لزوجي الذي جاء بكم ولو ليلاً . كنت نائمة وإذا بي أسمع أصواتاً .. فقلت لنفسي : " يا ترى من هؤلاء ؟ " .. لقد أمرني فيديا أن أرقد وألا أخرج , ولكني لم أطق .
وهرولت الزوجة إلى المطبخ وبدأ العشاء ..
وعندما خرجوا بعد ساعة من دار القائد العسكري قال بروجينا بروجينسكي وهو يتنهد :
– ما أطيب أن تكون متزوجاً ! تأكل عندما تريد , وتشرب وقتما تشاء .. وتعلم أن هناك مخلوقاً يحبك .. ويلعب لك على البيانو شيئاً ما , هكذا .. ما أسعد ريبروتيوسوف !
أما دفويتوتشيف فلزم الصمت . كان يتنهد ويفكر . وعندما وصل إلى البيت وراح يخلع ملابسه , تنهد بصوت عال حتى أنه أيقظ زوجته .
– لا تدق بحذائك أيها الرحى ! – قالت زوجته – تمنعني من النوم . يشرب حتى السكر في النادي ثم يثير الضجة , هذا المسخ !
فتنهد المفتش قائلاً :
– لا تعرفين سوى السباب ! لو أنك رأيت كيف يعيش آل ريبروتيوسوف ! ما أروع حياتهم ! عندما ينظر المرء إليهم يود لو يبكي من التأثر . أنا وحدي التعيس إذ بليت بشمطاء مثلك . أفسحي !
وتغطى المفتش بالبطانية , ونام وهو يشكو في سره حظه البائس "