أرشيف تصنيف 'أورهان باموق'

6 يوليو 2012

 

" كما تعلمون, إن السؤال الذي يوجه لنا نحن الكُتّاب كثيراً, السؤال المفضل, هو : لماذا تكتب؟ أنا أكتب لأنني أشعر بحاجة داخلية لأن أكتب ! أنا أكتب لأنني لا أستطيع أن أقوم بعمل عادي مثل الناس الآخرين. أنا أكتب لأنني أريد أن أقرأ كتباً مثل تلك التي أكتبها. أنا أكتب لأنني غاضب منكم جميعاً, غاضب من الجميع. أنا أكتب لأنني أحب أن أجلس في غرفة طوال اليوم أكتب. أنا أكتب لأنني لا أستطيع أن أقوم بدور في الحياة الحقيقية إلا بتغييرها . أنا أكتب لأنني أريد آخرين, كلنا جميعاً, العالم كله, أن يعرف أي نوع من الحياة عشناها, ونستمر نعيشها, في اسطنبول, في تركيا. أنا أكتب لأنني أحب رائحة الورق والقلم والحبر. أنا أكتب لأني أؤمن بالأدب, وبفن الرواية, أكثر مما أومن بأي شيء آخر. أنا أكتب لأنها عادة, وعاطفة. أنا أكتب لأنني أخشى أن يطويني النسيان. أنا أكتب لأنني أحب المجد والاهتمام اللذين تجلبهما الكتابة. أنا أكتب لأكون وحدي. ربما أنا أكتب لأنني آمل أن أفهم لماذا أنا غاضب جداً, جداً, منكم جميعاً, غاضب جداً, جداً, من كل إنسان. أنا أكتب لأني أحب أن يقرأني الآخرون. أنا أكتب لأنني متى بدأت رواية, مقالاً, أو صفحة, أريد أن أنهيها. أنا أكتب لأن الجميع يتوقع مني أن أكتب. أنا أكتب لأن داخلي اعتقاداً طفولياً بخلود المكتبات, وبالطريقة التي تجلس بها كتبي على الرف. أنا أكتب لأنه من المثير أن نحول كل ما في الحياة من جمال وثراء إلى كلمات. أنا أكتب, ليس لأروي قصة, ولكن لكي أؤلف قصة. أنا أكتب لأنني أرغب في الهروب من النذير الذي يقول إن هناك مكاناً ينبغي أن أذهب إليه, ولكن – تماماً كما في الحلم – لا يمكنني الوصول إليه. أنا أكتب لأنني لم أستطع أبداً أن أكون سعيداً. أنا أكتب لأكون سعيداً "

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" الكاتب يتحدث عن أشياء يعرفها الجميع ولكنهم لا يعرفون أنهم يعرفونها. إن استكشاف هذه المعرفة ومراقبتها وهي تنمو أمر ممتع, يزور القراء عالم مألوف ومدهش في الوقت ذاته. عندما يغلق كاتب على نفسه في غرفة لسنوات لكي يصقل حرفته – لكي يخلق عالماً – لو استخدم هذه الجراح السرية كنقطة انطلاق له فإنه يضع ثقة عظيمة بالإنسانية, سواء كان يعرف ذلك أو لا. إن إيماني ينبع من الاعتقاد بأن كل البشر يشبهون بعضهم بعضاً. وعندما يغلق كاتب على نفسه في غرفة لسنوات, فإنه بهذه اللمحة يقترح إنسانية واحدة, عالماً بدون مركز"

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" بالنسبة لي, أن أكون كاتباً يعني أن أتعرف على الجراح السرية التي نحملها في دواخلنا, الجراح التي تصل من السرية لدرجة أننا أنفسنا نادراً ما ننتبه إليها, وأن أستكشفها بصبر, وأعرفها, وألقي الضوء عليها, وأمتلك تلك الآلام والجراح, وأن أجعل منها جزءًا واعياً من أرواحنا وكتابتنا "

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" الكاتب شخص يقضي سنوات يحاول في صبر أن يكتشف الكينونة الأخرى داخله, والعالم الذي يجعله ماهو عليه. وعندما أتحدث عن الكتابة, فإن أول ما يرد إلى عقلي, ليس رواية, ولا قصيدة, ولا نوعاً أدبياً, إنه شخص يغلق على نفسه في غرفة, يجلس إلى منضدة, وفي وحدة تامة, يتحول إلى داخله, وبين الظلال, يبني عالماً جديداً بإستخدام الكلمات. هذا الرجل أو هذه المرأة قد يستخدم آلة كاتبة, أو يستفيد من التسهيلات التي يقدمها الكمبيوتر, أو يكتب بقلم على الورق, كما فعلت لمدة ثلاثين سنة. وبينما يكتب, يمكن أن يشرب الشاي أو القهوة, أو يدخن السجائر. ومن وقت لآخر قد ينهض من منضدته لينظر إلى الخارج من النافذة إلى الأطفال يلعبون في الشارع, وإن كان محظوظاً, قد ينظر إلى أشجار ومنظر جميل, أو يمكن أن يحدق في جدار خالٍ. يمكن أن يكتب قصائد, أو مسرحيات, أو روايات كما أفعل. كل هذه الاختلافات تأتي بعد العمل الضروري من الجلوس إلى منضدة والتحول بصبر إلى داخل النفس. الكتابة هي تحويل تلك النظرة إلى الداخل إلى كلمات, أن تفحص العالم الذي يمرّ فيه هذا الشخص عندما يختلي بنفسه, وأن تفعل ذلك بصبر, وعناد, وفرحة. وعندما أجلس على منضدتي, لأيام, وشهور, وسنوات, أضيف ببطء كلمات جديدة إلى الصفحات الخالية, أشعر وكأنني أخلق عالماً جديداً, كأنني أبني كينونة ذلك الشخص الآخر الموجود داخلي, بنفس الطريقة التي يمكن أن يبني بها شخص جسراً أو قبة, حجراً بحجر. والأحجار التي نستخدمها نحن الكتّاب هي الكلمات. وبينما نمسكها في أيدينا, مستشعرين الطرق التي تتصل بها كلمة بالأخريات, ناظرين إليها أحياناً عن بعد, أحياناً نكاد نهدهدها ونربت عليها بأصابعنا وأطراف أقلامنا, نزنها, نحركها, سنة بعد سنة, بصبر وأمل, وبينما نفعل ذلك نخلق عوالم جديدة "

حقيبة أبي

6 يوليو 2012

" إن ما يصنعه الإنسان عندما يغلق على نفسه في غرفة, ويجلس إلى منضدة, ويترك الدنيا إلى ركن يعبر فيه عن أفكاره هذا هو, معنى الأدب "

حقيبة أبي ( كلمة نوبل )

4 يوليو 2012

 

" البطل الحقيقي في اسمي أحمر هو الحكاء : كل ليلة يذهب إلى مقهى ليقف بجوار صورة ويحكي حكاية . وأكثر أجزاء الكتاب إثارة للحزن هي نهايته المؤسفة. أعرف كيف يشعر هذا الحكاء – الضغط المستمر . لا تكتب هذا, لا تكتب ذاك؛ إن كتبت ذلك فضعه بهذه الطريقة؛ أمك ستغضب منك, أبوك سيغضب منك, الدولة ستغضب منك, الناشرون سوف يغضبون, والصحف سوف تغضب, الجميع سيغضبون؛ وسوف يقطعون لسانك ويهددونك بأصابعهم؛ مهما كان ما تفعله, سوف يتدخلون . قد تقول : " فليساعدني الله " , لكن في نفس الوقت سوف تفكر, سوف أكتب هذا بطريقة ستجعل كل شخص غاضباً, ولكنها ستكون جميلة جداً حتى أنهم سوف يحنون رؤوسهم . في الأجواء الديمقراطية المنتقصة الخرقاء مثل ديمقراطيتنا, في هذا المجتمع المحاط بكل هذه المحظورات والممنوعات, كتابة الروايات تضعني في موقف لا يختلف كثيراً عن موقف الحكائين التقلديين؛ وأيّاً كانت المحظورات السياسية, فالكاتب يمكن أن يجد نفسه معاقاً بسبب التابوهات, والعلاقات العائلية, والمحاذير الدينية, والدولة, وغير ذلك كثير . وبهذا المعنى, فإن كتابة الرواية التاريخية تعبر عن رغبة في التنكر أو التخفي وراء شيء ما " 

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

" أنا روائي . ورغم كثرة ما تعلمته من النظرية, حتى أنني في بعض الأوقات وقعت تحت سحرها, فكثيراً ما شعرت بالحاجة للحركة بدونها . وأتمنى الآن أن أرفه عنك ببعض القصص, وأن أقترح عليك – من خلالها – بعضاً من أفكاري .
لو كانت هناك حديقة في أحلامك حديقة لم ترها أبداً في الحياة, ربما لأنها في الجانب الآخر من جدار مرتفع فإن أفضل طريقة لتخيل تلك الحديقة غير المرئية هي أن تروي قصصاً تتناول آمالك ومخاوفك .
والنظرية الجيدة, حتى لو كانت نظرية أثرت فينا بعمق, وأقنعتنا, ستظل نظرية شخص آخر وليست نظريتنا. لكن القصة الجيدة التي أثرت فينا بعمق, وأقنعتنا, تصبح قصتنا . وهذا هو الحال مع القصص القديمة, القصص القديمة جداً, لا أحد يتذكر من رواها في أول مرة . فنحن نمحو كل ما يمكن تذكره عن الطريقة التي تم التعبير عنها لأول مرة . ومع كل سرد جديد, نسمع القصة كما لو كان لأول مرة "

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

 

" لكني وأنا جالس في ركني, لم أستطع أن أصل بالرواية إلى الختام . كانت قد استغرقت حوالي خمس سنوات لكتابتها . وبينما جلست في ذلك المكان البعيد, أعمل على هذا الكتاب الذي لا يريد أن ينتهي, بدأ خوف غريب وتعيس يشوب فرحتي بالكتابة, ووحدتي, خوف أصبح ببطء يشبه ذلك الذي يعانيه البطل, غالب . فبينما هو يبحث بإخفاق عن زوجته في كل مكان من إسطنبول, يصادف كل نوع من المفاجآت ولكنه لا يستطيع أن يشعر بمتعة حقيقية في أنفاق تحت الأرض, كل صور " تركان شوراي " تبدو متشابهة, أو كل المقالات القديمة التي يتمعن فيها, عظيم هو حزنه على خسارته . وبالمثل, بينما استمرت الكتابة وأصبح الكتاب أكبر, أصبحت متعة كتابته أعمق, لكني لم أكن قادراً على الاستمتاع بتلك الحقيقة بسبب الهدف الذي أصبح هاجساً يراوغني . كنتُ وحيداً بشكل محزن, مثل غالب تماماً . كنت أهمل حلاقة ذقني اليومية ولا أهتم بملابسي . وأتذكر أنني كنت أتجول مثل الشبح في الشوارع الخلفية لإرنكوي في إحدى الأمسيات, أحمل كيساً من البلاستيك المطوي ومرتدياً قلنسوة, ومعطف مطر تنقص منه بعض الأزرار, وحذاء رياضي قديم له نعل قذر . وكنت أذهب إلى أي مطعم قديم وألتهم طعامي, وأنا ألقي بنظرات عدوانية حولي . كان أبي يأتي ليأخذني لتناول الطعام مرة كل أسبوعين, وأتذكر أنه أخبرني بقلقه البالغ لما في شقتي من قذارة وفوضى, وما يبدو عليّ من دمار, وهذا الكتاب الذي لا يبدو أنني سوف أنهيه .
كنت أشعر بوحدة بالغة, مثل غالب . ربما كنت أشعر بذلك لكي أتمكن من وضع المشاعر في الكتاب لكنه كان مصاباً بالاكتئاب, بينما كانت وحدتي وعزلتي عن غضب . لأنهم لن يفهموا هذا الكتاب الذي كان يصبح أكثر غرابة بمرور الوقت, لأنهم سوف يقيسونه بالروايات التقليدية, لأنه كان من الصعب فهمه, لأنهم سوف يشيرون إلى أكثر أجزاء الكتاب غموضاً ليثبتوا أنه إخفاق, وأيضاً, ربما, لأنني لن أنهيه أبداً . لقد كتبت الكتاب الخطأ . أثبت " الكتاب الأسود " أن مقياس الكتاب ليس قدرته على حل المشاكل الأدبية والبنائية الموجودة فيه ولكن عظمة وأهمية القضايا التي يتناولها المؤلف, والدرجة التي يمنح بها نفسه لهذه المهمة, مهما كان يشعر باليأس . وبقدر صعوبة كتابة عمل جيد, من الصعب مزج الموضوعات التي يمكن للكاتب أن يكرس كل طاقته الإبداعية من أجلها, أن يكرس كل شيء داخله, لبقية حياته " 

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

 

" كنت أريد من الرسم نفس ما أردت من الكتابة : إن ما جذبني إلى كل من الفن والأدب هو الوعد الذي يكمن في كليهما من أترك ورائي هذا العالم المضجر المرعب المثبط للآمال إلى عالم أعمق, وأغنى, وأكثر تنوعاً . ولكي أحقق هذا العالم السحري, سواء كنتُ أعبر عن نفسي بالخطوط والآلوان كما فعلت في مقتبل حياتي, أو بالكلمات, فقد كان عليّ أن أقضي ساعات طويلة مع نفسي كل يوم, أتخيل كل دقيقة من ظلال هذا العالم . وهذا العالم المفعم بالمواساة والذي ظللت أبنيه لمدة ثلاثين عاماً وأنا أجلس وحدي في ركني هو من المؤكد مصنوع من نفس المواد المصنوع منها العالم الذي نعرفه جميعاً مما أستطيع أن أراه من شوارع ودواخل إسطنبول وكارس وفرانكفورت . ولكنه الخيال خيال الروائي هو الذي يعطي العالم المحدود للحياة اليومية غرابته, وسحره, وروحه .
سوف أختتم بكلمات قليلة عن هذه الروح, هذا الجوهر الذي يناضل الروائي حياته كلها لكي ينقله في أعماله. الحياة لا يمكن أن تتسم بالبهجة إلا إن كنا نستطيع أن نضع هذا النضال الغريب والمثير للحيرة داخل إطار . وفي معظم الأحوال, فإن سعادتنا وتعاستنا لا تستمد فقط من الحياة نفسها, ولكن من المعنى الذي نضفيه عليها . لقد كرست حياتي لمحاولة استكشاف هذا المعنى. أو بتعبير آخر, قضيت حياتي كلها أتجول هائماً خلال فوضى وقعقعة عالمنا اليوم, المليء بالفوضى والتشوش, والمتسم بالصعوبة وسرعة الحركة, ألقي بنفسي في هذا الطريق وذاك تدفعني انعطافات الحياة, وتقلباتها باحثاً عن بداية, ووسط, ونهاية . وفي رأيي, هذا شيء لا يمكن أن نجده إلا في الروايات "

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

" لو احتفظنا بحقيقة ما سرّاً, فسوف نكون – نأمل – ألا تخزينا إلا في السرّ, ولكن هذا الأمل لا يتحقق عندما يستخدم روائي خياله لتحويل نفس تلك الحقيقة, لإظهارها بشكل جديد في عالم جديد موازٍ يجذب الأنظار . وعندما يبدأ روائي في اللعب بالقواعد التي تحكم المجتمع, عندما يحفر تحت السطح لإكتشاف هندسته الخفية, عندما يستكشف ذلك العالم السري كطفل متلهف على المعرفة, تسوقه المشاعر التي لا يستطيع فهمها جيداً, فمن المحتم أنه سوف يسبب لعائلته, وأصدقائه, ونظرائه, وإخوانه المواطنين بعض القلق . لكنه قلق يتسم بالبهجة . لأنه بقراءة الروايات, والقصص, والأساطير نصل إلى فهم الأفكار التي تحكم العالم الذي نعيش فيه؛ إن الفن القصصي هو الذي يتيح لنا الدخول إلى الحقائق التي تخفيها عائلاتنا, ومدارسنا, ومجتمعنا؛ إن فن الرواية هو الذي يسمح لنا أن نتساءل من نحن في الواقع "

ألوان أخرى

4 يوليو 2012

" إن تاريخ الرواية هو تاريخ التحرر الإنساني : فبوضع أنفسنا في موضع الآخرين, وبإستخدام خيالاتنا للتحرر من هوياتنا, نستطيع أن نحرر أنفسنا "

ألوان أخرى

28 سبتمبر 2011

" لكي أشعر بالسعادة لا بد أن أتناول جرعتي اليومية من الأدب . وبهذا لا أختلف عن المريض الذي لا بد أن يتناول ملعقة الدواء كل يوم . وعندما عرفت , وأنا طفل , أن مرضى السكر يحتاجون حقنة كل يوم , شعرت بالأسى من أجلهم كما قد يشعر أي إنسان ؛ ربما فكرت أيضًا أنهم نصف موتى . ولا بد أن اعتمادي على الأدب يجعلني نصف ميت بنفس الطريقة . خاصة أنني عندما كنت كاتبًا صغيرًا , شعرت بأن الآخرين ينظرون لي كإنسان مقطوع عن العالم الحقيقي ومن ثمّ محكوم عليه أن يكون " نصف ميّت " . أو ربما التعبير الصحيح هو " نصف شبح " . أحيانًا كنت أستمتع بفكرة أنني ميّت بالكامل وأحاول أن أتنفس لأعيد الحياة إلى جثتي عن طريق الأدب . وبالنسبة لي , الأدب هو الدواء . مثل أي دواء يتناوله الآخرون بالملعقة أو عن طريق الحقن , فإن جرعتي اليومية من الأدب , علاجي اليومي إن شئت , لا بد أن تكون على مستويات معينة "

ألوان أخرى

28 سبتمبر 2011

" أن تموت في برودة صباح صيفي بينما النوارس الأخرى فوق التل تغني بمرح وغضب , لابد أن يكون ذلك قاسيًا . ولكن بدا أن أن النورس لا يموت بقدر ما ينجو من الحياة . ربما هناك أشياء شعر بها , أشياء أرادها , ولكن ما حصل عليه كان قليلاً جدًا , أو لا شيء . ماذا يمكن لنورس أن يفكر , وكيف يمكن أن يشعر ؟ حول عينيه أسى يستدعي إلى الذهن صورة رجل عجوز يستعد للموت . أن تموت هو أن تزحف تحت نوع ما من الغطاء , أو كذلك يبدو . بدا كأنه يقول لك : دعه يحدث , دعه يحدث لأني لا بد أن أذهب .
[…] حدث ذات يوم , أن رأى كثيراً جداً , لاحظ كثيراً جداً , أنت تعلم هذا . في غضون موسم واحد أصبح متعباً مثل رجل عجوز , وربما من المحزن أن يكون متعباً هكذا , ببطء , يترك كل شيء خلفه . لست واثقاً , ولكن ربما يكون هذا النورس هو الذي تتعب من أجله النوارس الأخرى المحلقة في السماء . ربما صوت البحر يجعل الموت أسهل "

ألوان أخرى

28 سبتمبر 2011

" في الأيام القديمة كان الوقت لا يمرّ "

ألوان أخرى

28 سبتمبر 2011

" ليست هناك سعادة أعظم من أن تصبح وجهًا لوجه مع بؤسك وحطامك . ليست هناك سعادة أعظم من أن تكون بعيدًا عن الأنظار "

ألوان أخرى

28 سبتمبر 2011

" اعتقدتُ دائماً أنه يوجد داخلي مجنون كتابة نهم وربما مفعم بالعناد , مخلوق لا يمكن أن يكتب ما يكفي , يضع الحياة في كلمات دائماً وأبداً وأنه لكي أجعله سعيداً أحتاج لأن أظل أكتب "

ألوان أخرى

28 سبتمبر 2011

" على مرّ الوقت , أصبحت أرى أن الأدب عمل لا يتعلق بسرد العالم بقدر ما يتعلق " برؤية العالم عن طريق الكلمات " . منذ اللحظة التي يبدأ فيها الكاتب باستخدام الكلمات مثلما تُستخدم الألوان في تصوير لوحة , يستطيع أن يبدأ في رؤية كم أن العالم مليء بالعجب والدهشة , فيكسر عظام اللغة ليجد صوته الخاص . ولهذا فهو بحاجة إلى ورقة , وقلم , وتفاؤل طفل ينظر إلى العالم لأول مرة "

ألوان أخرى

21 مارس 2010

" في ذلك الزمان القديم البعيد السعيد كانت المعاني والحركة واحدة . في عصور الجنة تلك كانت الاغراض التي نملأ بها بيوتنا , وخيالاتنا حول تلك الاشياء واحدة دائماً . في سنوات السعادة تلك كان الجميع يعرفون أن الأشياء والأدوات والخناجر والأقلام التي نمسكها لم تكن استطالات أجسادنا فقط , بل استطالات أرواحنا أيضاً . حين يقول الشاعر " شجرة " في ذلك الزمان تتجلى في أذهان الجميع شجرة , ويعرف الجميع أنه لا ضرورة لبذل الجهد لفترة طويلة لعدّ الأوراق والأغصان لكي يستنتج بأن الكلمات والشجرة في القصيدة يمكن أن تشير إلى الشجرة والشيء الذي في داخل الحياة والحديقة . كان الجميع يعرفون بأنه حين تكون الأشياء التي يحكى عنها بالكلمات متقاربة , فإن الكلمات تتداخل فيما بينها حين يهبط الضباب على القرية الشبحية الواقعة بين الجبال . كان المستيقظون في ذلك الصباح الضبابي لا يستطيعون الفصل بين الحلم والواقع , ومابين الشعر والحياة , ومابين الأسماء والناس . كانت الحياة والحكايات واقعية في ذلك الزمن إلى حد أن أحداً لا يخطر بباله السؤال عن أصل الحكاية وأصل الحياة . كانت تعاش الأحلام , وتفسّر الحياة . كانت وجوه الناس في ذلك الوقت ذات معنى حتى إن الذين لايعرفون الألف من العصا , والخمسة من الطمسة يقرؤون بوضوح حروف المعاني الواضحة التي على وجوهنا "

الكتاب الأسود

21 مارس 2010

" بعض الأشياء لا نتذكرها فقط , أما بعض الأشياء فلا نتذكر أننا لا نتذكرها , علينا أن نجدها من جديد "

الكتاب الأسود

21 مارس 2010

" في منتصف إحدى الليالي انتبهت إلى أن الندم سيسيئ إلى ما تبقى من حياتي , فخطرت ببالي هذه الفكرة الغريبة : لم أستطع أن أكون نفسي في النصف الأول من حياتي لأنني أردت أن أكون أخرى . وسأقضي النصف الآخر باعتباري أخرى لأنني نادمة على السنوات التي لم أستطع أن أكون فيها نفسي . كانت تلك الفكرة مضحكة إلى حد أنها تحولت فجأة إلى قدر لم أرغب بالوقوف عنده كثيراً , وبمشاركة الجميع التعاسة والخوف الذي أراه ماضيّ ومستقبلي . عرفتُ بأن أحداً لا يمكنه أن يكون نفسه كمعلومة أكيدة لن تنسى أبداً "

الكتاب الأسود

21 مارس 2010

" يُعتقد أننا نعرف الكثير , ولكننا لا نعرف شيئاً "

الكتاب الأسود

21 مارس 2010

" كل مايذكرني بك يحزنني بشكل لا أحتمله "

الكتاب الأسود

21 مارس 2010

" كانت الحياة مليئة بالهموم والآلام , وحين ينتهي همٌّ يأتي واحد جديد , وعندما يُعتاد على الجديد يضغط الأجد . الآلام العميقة ماتجعل وجوهنا متشابهة . لو أتت تلك الآلام فجأة لعرفنا أنها على الطريق منذ زمن , وحضرنا أنفسنا لها , ولكن على الرغم من هذا يحلّ الهم علينا مثل الكابوس وحينئذ يسيطر علينا نوع من الوحدة , وحدة يائسة لا يستغنى عنها , وسنسعد عندما نعتقد أن هنالك من يقاسمنا هذه الهموم "

الكتاب الأسود

21 مارس 2010

" صرت أعرف أن الذين يقولون إن كل إنسان يخلق منه اثنان مخطئون . لا أحد يشبه أحد . كل فكرة هي فكرة فتاتنا لأنها تناسبها . كل نجمة هي وحيدة في السماء , وهي نجمة مسكينة لا شبيه لها "

الكتاب الأسود

21 مارس 2010

" إذا بدأت حديقة الذاكرة بالجفاف فإن الإنسان يرتجف شفقة على آخر أشجارها وورودها . ويسقيها من الصباح حتى المساء ويداعبها لكي لا تجف وتضيع : أتذكر . أتذكر كيلا أنسى "

الكتاب الأسود

19 مارس 2010

الكتاب الأسود

17 مارس 2010

الكتاب الأسود

17 مارس 2010

الكتاب الأسود

9 يونيو 2008

" عندما قررت أن أكون سعيداً , كانت الحياة قصة فضولية ومسلية تنحو نحو جوٍ حكائي بنعومة المخمل "

اسطنبول .. المدينة والذكريات

9 يونيو 2008

" في عقولنا جميعاً نصٌ جزءٌ منه مقروءٌ , وجزءٌ سريٌ , يفسّر ما نفعله في الحياة , قد نسميه وعياً خاطئاً , أو خيالاً , أو حتى أيديولوجية بحسب الأصول القديمة . وداخل نسيج هذا النص الذي يمنح حياتنا معنى , ثمة مساحة واسعة لما قاله المراقبون الغربيون . وقد يكون هذا " المراقب الغربي " بالنسبة للذين يسكنون اسطنبول مثلي , ويضعون قدميهم في ثقافة , والأخرى في عالمٍ آخر , ليس شخصاً حقيقياً . قد يكون من تكويني وخيالي , وحتى من خدعي . ولأن عقلي لا يستطيع قبول النصوص القديمة للحياة التقليدية بوصفها نصاً واحداً , أشعر بالحاجة إلى أجنبي يفسر الحياة التي أعيشها بنصٍ جديد , مقالة , رسم وفيلم . وعندما أشعر بقصور نظرة الغربي لي , أغدو غربي نفسي "

اسطنبول .. المدينة والذكريات